اقتصاد

زلزال في عالم المال: محمد القباج أغنى رجل في المغرب بـ20 مليار درهم!

في تطور مفاجئ هز أركان عالم المال والأعمال في المغرب، أصبح محمد القباج (M’hammed Kabbaj)، مؤسس ورئيس مجموعة SGTM (الشركة العامة لأشغال المغرب – Société Générale des Travaux du Maroc)، أغنى رجل في المغرب بثروة تقدر بحوالي 20 مليار درهم (ما يعادل ملياري دولار أمريكي)، متفوقًا بذلك على عثمان بنجلون (Othman Benjelloun)، الذي ظل لسنوات طويلة على قمة هرم الثراء في البلاد.

صعود صاروخي في 10 أيام فقط

جاء هذا التحول الدراماتيكي بعد الطرح الأولي الناجح (IPO – Initial Public Offering) لأسهم شركة SGTM في بورصة الدار البيضاء (Bourse de Casablanca) يوم 16 ديسمبر 2025، في عملية وُصفت بأنها الأضخم في تاريخ السوق المالية المغربية.

شهدت عملية الاكتتاب إقبالًا منقطع النظير، حيث تم الاكتتاب الزائد بـ34 مرة، بطلبات بلغت أكثر من 171 مليار درهم لعرض أولي قيمته 5 مليارات درهم فقط. وشارك في العملية أكثر من 173 ألف مكتتب، وهو رقم قياسي غير مسبوق في تاريخ الاكتتابات المغربية.

من 420 إلى 900 درهم: قفزة استثنائية

انطلقت أسهم SGTM بسعر 420 درهمًا للسهم الواحد عند الطرح الأولي، لتشهد ارتفاعًا صاروخيًا وصل إلى 899.70 درهم في تداولات اليوم، بزيادة تتجاوز 114% في أقل من أسبوعين.

وتشير التوقعات إلى أن السهم قد يواصل صعوده ليلامس مستوى 988 درهمًا في الأيام المقبلة، مما سيعزز من ثروة القباج بشكل أكبر.

الأرقام تتحدث: ثروة بـ20 مليار درهم

يمتلك محمد القباج (M’hammed Kabbaj) 37% من أسهم SGTM، أي ما يعادل 22.2 مليون سهم من إجمالي 60 مليون سهم تشكل رأسمال الشركة.

بالأرقام:

  • عدد الأسهم المملوكة: 22.2 مليون سهم
  • السعر الحالي: 899.70 درهم (MAD)
  • قيمة الحصة: 19.97 مليار درهم (~2 مليار دولار – USD)
  • الرسملة الكلية لـ SGTM: 53.98 مليار درهم

إذا وصل السهم إلى 988 درهمًا كما هو متوقع، فإن ثروة القباج ستقفز إلى 21.94 مليار درهم (2.19 مليار دولار – USD).

من هو محمد القباج؟ (M’hammed Kabbaj)

محمد القباج هو رجل أعمال مغربي من مواليد مدينة فاس (Fès)، بنى إمبراطوريته من الصفر في قطاع البناء والأشغال العمومية (BTP – Bâtiment et Travaux Publics). أسس شركة SGTM التي تحولت إلى واحدة من أكبر شركات البناء في المغرب وإفريقيا.

تعمل SGTM في مجالات متعددة تشمل:

وتمتلك الشركة محفظة مشاريع ضخمة في المغرب ودول إفريقية عديدة، مما جعلها لاعبًا رئيسيًا في القطاع.

التفوق على عثمان بنجلون (Othman Benjelloun)

عثمان بنجلون (Othman Benjelloun)، البالغ من العمر 93 عامًا، والذي يرأس مجموعة بنك إفريقيا (Bank of Africa – BOA) وشركة التأمين RMA Watanya، كان يُعتبر لعقود أغنى رجل في المغرب بثروة تقدر بحوالي ملياري دولار (2 Billion USD).

لكن الطرح الناجح لـ SGTM غيّر المعادلة، ووضع محمد القباج في المرتبة الأولى، على الأقل من حيث القيمة السوقية لأسهمه.

عائلة القباج (Famille Kabbaj) تهيمن على SGTM

إلى جانب محمد القباج، تمتلك عائلته حصصًا كبيرة في الشركة:

  • شركة AKMH INVEST: 35.25%
  • محمد القباج (Mohammed Kabbaj – الابن): 1.44%
  • حمزة القباج (Hamza Kabbaj): 1.44%
  • هشام القباج (Hicham Kabbaj): 1.44%
  • جيهان القباج (Jihane Kabbaj): 1%
  • محمد علي القباج (Mohammed Ali Kabbaj): 1%
  • إبراهيم القباج (Brahim Kabbaj): 1%
  • مريم القباج (Myriam Kabbaj): 0.44%

في المجموع، تمتلك عائلة القباج أكثر من 80% من أسهم الشركة، بينما يتم تداول 20% فقط في البورصة (Flottant).

نجاح SGTM: قصة صعود مذهلة

نجحت SGTM في تحقيق نمو استثنائي خلال السنوات الأخيرة، مدفوعًا بـ:

1. المشاريع الكبرى في المغرب:

  • المشاركة في بناء الطرق السيارة
  • مشاريع المخطط الأخضر (Plan Maroc Vert)
  • مشاريع الموانئ الجديدة

2. التوسع الإفريقي:

  • حضور قوي في عدة دول إفريقية
  • مشاريع بنية تحتية في غرب وشمال إفريقيا

3. التنويع:

  • دخول قطاع العقار
  • الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة

ماذا يعني هذا للاقتصاد المغربي؟

يمثل نجاح طرح SGTM عدة دلالات إيجابية:

1. ثقة المستثمرين: الإقبال الكبير على الاكتتاب يعكس ثقة قوية في الاقتصاد المغربي وقطاع البناء.

2. تعميق السوق المالية: دخول 173 ألف مستثمر جديد يساهم في تطوير بورصة الدار البيضاء (Bourse de Casablanca).

3. نموذج للشركات العائلية: SGTM تقدم مثالًا ناجحًا لتحول الشركات العائلية إلى شركات مساهمة عامة.

4. جذب الاستثمارات: النجاح قد يشجع شركات أخرى على الاقتباس من التجربة.

تحديات وتحذيرات

رغم هذا النجاح الباهر، يجب التنبه إلى بعض النقاط:

1. التقلبات السعرية: الارتفاع الحاد في سعر السهم قد يكون مؤقتًا، وعادة ما تشهد الأسهم الجديدة تقلبات كبيرة في الأسابيع الأولى.

2. السيولة المحدودة: ثروة محمد القباج “على الورق” (Paper Wealth) فقط – فهو لا يستطيع بيع أسهمه بسهولة دون التأثير على السعر.

3. المنافسة: قطاع البناء في المغرب تنافسي، وتواجه SGTM منافسة من شركات كبرى محلية ودولية.

4. المخاطر الاقتصادية: قطاع البناء حساس للدورات الاقتصادية والسياسات الحكومية.

ماذا بعد؟

السؤال الكبير الآن: هل سيحافظ محمد القباج على لقب أغنى رجل في المغرب؟

الإجابة تعتمد على:

  • استقرار سعر السهم: إذا حافظ سهم SGTM على مستوياته الحالية أو ارتفع
  • أداء الشركة: النتائج المالية القادمة ستكون حاسمة
  • توزيعات الأرباح: قد تعزز من جاذبية السهم
  • المشاريع الجديدة: التوسع في أسواق جديدة

الخلاصة

في غضون 10 أيام فقط، انتقل محمد القباج من رجل أعمال ناجح إلى أغنى رجل في المغرب بفضل الطرح الناجح لشركته SGTM في البورصة.

مع ثروة تقدر بـ 20 مليار درهم (2 مليار دولار – USD)، تفوق على عثمان بنجلون الذي هيمن على القمة لعقود طويلة.

هذا النجاح يعكس قصة طموح مغربي أصيل، بُني على العمل الجاد، الرؤية الاستراتيجية، والاستفادة من فرص النمو في قطاع البناء والأشغال العمومية.

لكن السؤال يبقى: هل سيصمد هذا التصنيف؟ الأشهر القادمة ستكشف إذا كان هذا صعودًا مستدامًا أم مجرد قفزة مؤقتة في عالم الأسواق المالية المتقلب.


ملاحظة: هذا المقال يعتمد على البيانات المتاحة من هيئة السوق المالية (AMMC – Autorité Marocaine du Marché des Capitaux) وبورصة الدار البيضاء (Bourse de Casablanca) حتى تاريخ 26 ديسمبر 2025. الأرقام قابلة للتغيير بناءً على تحركات السوق.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button